يولي العُمانيون بكافة مستوياتهم الاجتماعية اهتماما خاصا بما يطلق عليه الحلوى العُمانية ضمن مكونات ما يُعرف بـ (الفوالة)
وهي تشكيلة من الفاكهة الموسمية يتم تقديمها للضيوف ترحيبا بهم مع التمور والقهوة إلى جانب "الحلوى العُمانية" المصنوعة محليا والتي تعتبر مكونا أساسيا للفوالة.
كما تعتبر الحلوى العُمانية عنصر ضيافة أساسيا في احتفالات
الزواج والخطوبة، فهي دائماً تسبق تناول الوليمة بمناسبات عقد القران حيث
يمر أهل العريس أو من ينوب عنهم بجانب "المعازيم" يعرضون عليهم أطباق
الحلوى متبوعة بفناجين القهوة ليأخذ كل فرد نصيبه بأصبعي السبابة والوسطى
وهو يدعو للعروسين بالرفاه والبنين.
والى جانب أهميتها كموروث شعبي محلي، لاقت الحلوى العُمانية
مؤخرا رواجا خليجيا وعربيا خصوصا موسم الصيف الذي يشهد إقبالا خليجيا على
عُمان عند هطول الأمطار واعتدال المناخ بمحافظة ظفار وما يجاورها، بينما
يحرص كثيرين من زوار البلاد في مهام مختلفة على شراء عبوات متنوعة منها.
والحلوى العُمانية مزيج حلو الطعم مكون من الزعفران والسمن
والسكر الأحمر والنشا والبيض والهيل وماء الورد الجبلي والمكسرات. وساعد
تركيز مكوناتها المحتوية على سعرات حرارية عالية على اشتهارها بقدرتها على
إكساب الجسم طاقة وحيوية.
وإلى جانب الحلوى التقليدية منها استحدثت مؤخرا نكهات منها
الحلوى بالتين وأخرى باللبان، غير أن الأصل فيها ما يُصنع من خام سكر القصب
المزروع محليا.
وحول طريقة تصنيعها، تحدث للجزيرة نت مدير الديوانية للحلوى
العُمانية سعود الصابري، موضحا أن تصنيعها رغم بساطته فإنه يحتاج إلى خبرة
وإتقان خصوصا في تقدير الكميات وزمن الغليان بالنار الذي يمتد لساعتين
وأكثر.
وتتكون أدوات تصنيعها من قدر كبير من النحاس يعرف محليا
(بالمرجل) بالإضافة إلى أداة تحريك تعرف باسم (البسطان) حيث يغلي الماء
بالمرجل ويضاف إليه النشا والسكر ثم البيض للتنظيف من عوالق النشا التي تتم
إزالتها بأداة تعرف بالمشخل.
ثم تتوالى المراحل الأخرى التي يصل عددها إلى تسع مراحل من
إضافة المكونات الأخرى واحدة بعد الأخرى حتى تجهز الحلوى، وتعبأ في عبوات
من الفخاريات والملامين وأواني معدنية وبلاستيكية مقاومة للحرارة خصوصا وأن
مزيج الحلوى يصب على العبوات بدرجة حرارة تصل 150 درجة.
وأشار الصابري إلى أن عبوات مناسبات الزواج المحلية تقاس
بإناء يعرف محليا باسم (الديس) يزن "14" كيلو غراما، وهو يكفي لحوالي مائة
شخص، موضحاً أن قدامى العُمانيين كانوا يعبئونها في عبوات مصنوعة من سعف
النخيل.
وأوضح الصابري بأن مستوى جودة الحلوى العُمانية تحدده درجة
جودة وكمية الزعفران المستخدم فيها. وقال إن كيلو الزعفران يصل إلى أكثر من
ألف ريال عُماني (حوالى 2590 دولارا أميركيا).
وعزا إقبال السياح من الخليجيين والأجانب وغيرهم على هذه
الحلوى إلى خصوصية طعمها وفوائدها الغذائية خصوصا وأنها تحتوي على الزعفران
والمكسرات، فضلا عن أنها منتج محلي عريق له شهرته الواسعة منذ قديم
الزمان.
وفي السياق نفسه تحدث للجزيرة نت السعودي حسن البو علي أثناء
تسوقه لشراء الحلوى العُمانية، موضحا بأنه يرغب في شرائها هدية لأهله
وأصدقائه ليجربوها كمنتج محلي مرتبط باسم عُمان التي يزورها لأول مرة.
ومن الكويت أوضح محمد المذكور، وهو متسوق آخر، أنه سمع
الكثيرعن الحلوى العُمانية وخصوصية طعمها ومكوناتها خصوصا عند تناولها مع
القهوة وأنه حريص على شرائها ليأخذها معه إلى الكويت.
ومن العُمانيين وصفها المهندس سعيد الهنائي بأنها إرث قديم
تعوّد العُمانيون على تناولها ولا يمكنهم التخلي عنها في مختلف مناسباتهم،
وهي غنية بالسعرات الحرارية وتمنح الجسم نشاطا وطاقة.
لا تعليق
إرسال تعليق